حب الوطن من الإيمان..وكيف لا و قدر رسم لنا رسول وقدتنا محمد صلى الله عليه وسلم حب الوطن في أبهى صوره حينما أجبر عليه صلى الله عليه وسلم على الخروج من بلده مكة المكرمة بعد أن لاقى من المشركين صنوف العذاب والأذى، وبعد أن أذن الله له بذلك فخرج من مكة وهو يقول طبقا للحديث الشريف عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال: "أمَا والله لأخرج منك، وأني لأعلم أنك أحب بلاد الله إليَّ، وأكرمه على الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منكِ مَا خرجت" أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده 5/69(2662...
فالإنسان بطبيعته إذا ألف مكاناً في الدنيا وتأقلم معه أحبه وأصبح جزأً من كيانه، فكيف إذا كان هذا البلد هو بلد مسلم، والفرد عندما يرتبط بوطنه يصبح هو حبه الأول والأخير حتى وإن عاش بعيداً عنه لظروف معينة، فيظل يحن إليه مع شروق شمس كل يوم ومع كل نسمة هواء ويظل في نفسه بارقة أمل بالعودة إليه.
رغم كل ما تعيشه بلادنا المغرب من ظلم إجتماعي و إقتصادي و تفاوت طبقي إلا أننا ننعم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى تستلزم منا شكر الله عز وجل والثناء عليه وتستلزم تقدير هذه النعم والمحافظة عليها. فإثارة الفتن في مجتمعنا وزعزعة أمنه واستقراره وإشاعة الرعب والخوف في نفوس أهله ومواطنيه تعد من كفر النعمة لأن تلك الأمور ستقضي على كل معاني الأمن والأمان. وتدمر كل جوانب البناء والتنمية وتقضي على الأخضر واليابس والأمثلة من حوالينا واضحة للعيان ولا يدركها إلا حصيف عاقل.
وما حدث اليوم من انفجار مقهى "أركانة" بمراكش قد خلف مقتل 14 فردا زيادة على 20 جريحا خير دليل على ذلك والإسلام بريئ من مثل هذه الأفعال الإجرامية...و أي من كان ورائها فاللهم اجعل تدبيره في تدميره ، و كيده في نحره ، و غيظه في صدره ، و اشغله في أمره، وأدر عليه دائرة السوء عليه، اللهم أِدم علينا نعمة الأمن والإستقرار واحفظ لنا وطننا من الشرور وأحطه بسياج الأمان وجميع بلاد المسلمين،اللهم آمين وحسبنا الله ونعم الوكيل...وأختم بقول الشاعر :
بلادي وإِن جارتْ عليَّ عزيزةٌ * * * وأهلي وإِن ضَنُّوا عليَّ كرامُ