تتفاعل داخل أجسامنا مجموعة من الموجات والذبذبات الكهربائية والكهرومغناطيسية والحرارية والضوئية والصوتية، لإمدادها بالطاقة التي تعتبر المحرك الباعث على الحيوية والنشاط لدى الإنسان، هذه الطاقة هي المسؤولة عن صحتنا الجسدية والنفسية والعقلية، فعندما تسري في أبداننا بطريقة سليمة نتمتع بالصحة والنشاط والحيوية، وعندما يعوقها عائق تسبب الكثير من المشاكل الجسدية والنفسية.
اكتسب العلاج بالطاقة شعبية كبيرة على مستوى العالم، وبدأ في السنوات الأخيرة يلقى اهتماما متزايدا .
• ما العلاج بالطاقة أو الريكي؟
ــــ في البداية أنا أفضل مصطلح العلاج بالطاقة على الريكي، لأن الريكي أصبح مصطلحا مبتذلا جرى تجاوزه، على الأقل بالنسبة لي. العلاج بالطاقة هو أن نعيد الإنسان إلى طبيعته الأصلية بحيث يتنفس كطفل وينصت لحاجاته الأساسية الداخلية ويسمع ويرى بصفاء، ومن خلال العلاج بالطاقة نساعده لكي يرى كيف أن فكره أصبح متشنجا ويعاني داخله من الغليان، فإن لم يستطع أن يتوقف، فلن يرى أو يسمع، وهنا يبدأ في رؤية الأشياء التي تسرق طاقته بوضوح، ويعرف في الوقت نفسه الأشياء التي تعيد الطاقة إلى جسده.
الطاقة هي حياة الإنسان، ومهمة العلاج بالطاقة هي إعادتها إليه، الوردة التي بها طاقة تجدها يانعة وتفوح بالعطر وعندما تنتهي طاقتها تموت وتذبل، هكذا الإنسان من دون طاقة يبقى في حالة ذبول.
أساس الحياة
• ما المبادئ التي يعتمد عليها العلاج بالطاقة؟
ــــ الطاقة هي أساس الحياة، ونحن نستمدها من كل ما يحيط بنا، كالهواء والماء والطعام وغيرها، ويرتكز العلاج بالطاقة على مبادئ عدة، منها:
1 ـ اليوم فقط عش من دون غضب.
2 ـ اليوم فقط عش من دون قلق.
3 ـ اربح حياتك بشرف.
4 ـ كن حسناً مع الآخرين.
5 ـ اعترف بالجميل وقل شكراً وصل بقلبك.
6 ـ انتبه وراقب أي شيء يحدث لجسدك.
7 ـ اندمج وانسجم مع الكون المحيط بك.
عندما تطبق هذه المبادئ ستسري الطاقة في جسدك من دون مشكلات.
• في تعاملاتنا اليومية نقول إن هذا الشخص لديه طاقة كبيرة بينما نقول عن شخص آخر إنه من دون طاقة، فما تفسيرك؟
ــــ بالفعل هذا ما يحدث تماماً، عندما نرى إنساناً نشيطاً ويتحرك، ولديه القدرة على الحياة والحركة، نقول لديه طاقة، وهذا بالفعل الوصف الصحيح، لأن الطاقة تسري في خلايا جسده بطريقة سليمة، بينما تجد الآخر في حالة تعب وزهق وكسل وبطيء الحركة، لماذا؟ لأنه يعاني من خلل في سريان هذه الطاقة في جسده.
• هل العلاج بالطاقة يناسب جميع الأمراض النفسية والعضوية؟
ــــ العلاج بالطاقة يعالج كل الخلل، سواء كان نفسياً أو عضوياً، فالمرض يعني أن الجسم يعاني خللاً ما في الطاقة، وهذا الخلل هو سبب كل الأمراض، وإعادة تغذية الجسد بالطاقة هي الدواء.
الهدوء أول خطوة
• كيف تسير جلسة العلاج بالطاقة؟
ــــ أول خطوة في العلاج هي الهدوء. لا بد أن يهدأ المريض، ويستكين تماما، وأن يركز على اللحظة الحالية «هنا والآن»، لكي أتمكن من ازالة الغمامة السوداء من أمام عينيه. كل الناس تعيش في الماضي، وأنا أعيد المريض إلى هذه اللحظة الحاضرة، فالطاقة لا تعيش في الماضي ولا المستقبل، إنما في الحاضر.
ثم تبدأ مرحلة التنفس، فحين يتنفس المريض بطريقة صحيحة يسترد وعيه، هنا يأتي دوري بأن أعرف مكمن الخلل، وأبدأ بتغذيته بالطاقة. دوري أن أحدد له الأماكن التي لا تصل إليها الطاقة، وأغذيه بها، فأنا لا أشفيه إنما الطاقة هي التي تشفي.
أشياء تبدد طاقتنا
• كيف نحصل على الطاقة؟ وما الذي يبددها؟
ــــ مصادر الطاقة هي:
ــــ تنفس بوعي، فنحن لا نعرف كيف نتنفس بطريقة صحيحة وواعية.
ــــ تناول طعامك بوعي، بحيث تعرف متى وكيف وماذا تأكل.
ــــ فكر بوعي، فالأفكار السلبية تفقدك كثيرا من الطاقة، كالحسد والغيرة والغضب والمنافسة.
كل إيذاء تسببه لغيرك، يعني أنك تفقد من طاقتك أيضا، عندما تكون في معركة مع نفسك، فأنت تفقد طاقة.
أيضا البيئة المحيطة بنا تؤثر فينا، فحولنا كثير من الناس السلبيين، هؤلاء يساهمون في فقداننا لطاقتنا. فعندما لا تعرف كيف تتفاهم مع زوجتك وأولادك وزملائك في العمل تفقد طاقة، أيضا عدم التواصل مع الأرض والسماء يفقدك طاقة، ثبت أقدامك بالأرض وتواصل مع السماء لكي تمد نفسك بالطاقة.
• لدى الطبيب العادي أدوات يستخدمها في علاج المرضى، فما أدواتك كمعالجة بالطاقة؟
ــــ انظم دورات توعية أعلم الناس من خلالها كيف يهدؤون ويسترخون من أجل استقبال الطاقة. أدواتي هي الروحية الداخلية في تذكير الناس بان يكونوا في قبول كامل، بحيث يتصالح المرء مع حياته ويتعامل مع أموره بدون انكسار. الجسم عندما لا تحركه يموت، أنا أدواتي هي إعادتك للوعي والفطرة، بحيث تفكر فيما تفعله في هذه اللحظة الحالية.
كل الأمراض النفسية سببها أن الناس تفكر في كثير من الأشياء في وقت واحد. لا تشغل نفسك بأكثر من شيء، أنت تصلي وتفكر في عملك في الوقت نفسه هذا تشويش. أنا اعلم المرء كيف يتأمل، بحيث يرى ويسمع بصفاء كامل من أجل السماح للطاقة بالمرور إلى جميع أجزاء جسده.
علاج بلا آثار جانبية
• هل يصلح العلاج بالطاقة لجميع الأشخاص، أم أن هناك محظورات على بعض الحالات، مثل الأطفال أو الحوامل؟
ــــ العلاج بالطاقة يصلح لجميع الأشخاص، ولا محظورات فيه مادام لدى الشخص قلب ويتنفس، بل حتى الحامل يناسبها العلاج بالطاقة. لقد عالجت كثيرا من الحوامل في بعض مستشفيات باريس، وأنا لا أعالج الأم فقط، بل طفلها أيضا. فعندما أغذي الأم بالطاقة أغذي في الوقت نفسه طفلها أيضا، فيولد وهو في حالة انسجام تام مع العالم المحيط به.
حب ورحمة
• هل الطاقتان السلبية والإيجابية، يمكن أن تنتقلا إلينا مثل العدوى من الأشخاص المحيطين بنا؟
ــــ طبعا، مثلا قد تشعر أحيانا بأن هناك شخصا يأتي من خلفك من دون أن تراه وتشعر في هذه اللحظة بشعور سلبي أو إيجابي تجاهه. ما شعرت به هو طاقة هذا الشخص التي حامت حولك، ونحن في حياتنا اليومية نشعر بأن هناك شخصا «يخنقنا»، بينما نشعر بالراحة مع شخص آخر.
ما يحدث أن طاقة هذا الشخص تنتقل إلينا، سواء كانت سلبية أو إيجابية، لكن المشكلة أن الكثير من أصحاب الطاقة السلبية لا نستطيع أن نتخلص منهم أو أن نتجنبهم، فقد يكونون من العائلة.
ما الحل إذن؟ القبول.. أي ان نتقبلهم كما هم من خلال الحب والرحمة، هنا سنكون مثل قناة مفتوحة تنقل إليهم طاقتنا الإيجابية.
علاج موازٍ
• العلاج بالطاقة يندرج تحت أي نوع من الطب؟
ــــ أنا أراه علاجا موازيا، فالعلاج بالطاقة لا يلغي الطب التقليدي، لكن الكثير من الأطباء يرفضونه. هناك أطباء متفتحون يطلبون مني علاج المريض بالطاقة، في الوقت نفسه الذي يعالجونه فيه من أمراض عضوية. هؤلاء لا يتعاملون مع الإنسان على أنه تمثال، وإنما جسد وروح.
• العلاج بالطاقة أصبح متاحا في بعض المستشفيات والمراكز الطبية في الغرب، فهل يمكن تكرار التجربة لدينا في العالم العربي عامة والكويت خاصة؟
ــــ العلاج بالطاقة موجود في الغرب منذ سنوات، إلا أنه لا يوجد لدينا في العالم العربي بشكل رسمي، لكن في السنوات الأخيرة بدأ بعض الأطباء يستوعبون أهمية العلاج بالطاقة في المساهمة في شفاء المريض من الأمراض العضوية. في الكويت يطلب مني بعض الأطباء عمل دورة في الطاقة لبعض مرضى القلب وبعض المصابات بالعقم قبل بدء العلاج، لأنهم يدركون أن المريض عندما تكون طاقته جيدة، فهذا يمنحه قدرة أكبر على الشفاء.
غذّ. جسدك بالطاقة
• كيف نغذي أجسادنا بالطاقة وسط كل هذا التوتر الذي نعيشه يوميا؟
ــــ يجب أن تتحرر من الخوف والغضب، كل الأديان تحضنا على عدم الغضب، كل المآسي في العالم تبدأ في لحظة غضب، والخوف يمنعك من أن تعيش حياتك وتجرب الجديد وتواجه وتنطلق.
الخوف والغضب أكثر الأشياء السلبية التي تسرق طاقتك، لكي تغذي جسدك بالطاقة تخلص من الخوف بالثقة في نفسك والآخرين، وتخلص من الغضب بالقبول بنفسك والآخر.
• كيف يختار المريض المعالج المثالي بالطاقة؟
ــــ استفت قلبك فهو دليلك، مثل طفلك الذي تذهب به إلى طبيب لكنك تشعر أن علاجه لم يشف طفلك، فتذهب به إلى آخر تشعر أن طفلك يرتاح إلى علاجه وانك أصبحت مرتبطا به، كذلك خبير العلاج بالطاقة.